مدى فاب لاب: الطباعة ثلاثية الأبعاد والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد للتكنولوجيا المساعدة

مدى فاب لاب: الطباعة ثلاثية الأبعاد والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد للتكنولوجيا المساعدة

Achraf Ben Jamaa

ورقة علمية وصول مفتوح | متاح بتاريخ:07 مارس, 2021 | آخر تعديل:07 مارس, 2021

نفاذنفاذ 16

 يعمل مركز مدى مع مختلف الشركاء والمبتكرين المحليين والدوليين لتطوير نظام بيئي داعم لابتكار حلول تكنولوجية لتعزيز النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن. ومن هذا المنطلق، أطلق مدى “مختبر مدى فاب لاب” كمساحة ابتكار مصممة لتكون قابلة للنفاذ بالكامل للأشخاص ذوي الإعاقة وتدعم تمكينهم من خلال توفير المزيد من الوصول إلى تكنولوجيا التصنيع الرقمي وخدمات الدعم التي تمكن رواد الأعمال والباحثين والشركات الناشئة من تطوير التكنولوجيا المساعدة.

ويُعدّ تطوير خدمات التكنولوجيا المساعدة أمرًا ضروريًا لجعل الأجهزة المساعدة في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة. ويُعدّ استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد اليوم طريقة في المتناول وبتكلفة معقولة لتصميم وتصنيع تكنولوجيا مساعدة مخصصة من شأنها أن توفر نوعية حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة. كما أصبحت الطابعات ثلاثية الأبعاد بشكل عام أكثر قابلية للنفاذ وأكثر شيوعًا في أماكن العمل والمنازل والمكتبات العامة والمتاحف، وأصبح التصنيع التراكمي يستخدم أساليب مبتكرة لإنشاء أجهزة مساعدة جديدة بتصميم جديد مثل الكراسي المتحركة.

ما هي الطباعة ثلاثية الأبعاد؟

يُشار إلى هذه تقنية أيضًا باسم التصنيع التراكمي أو تكنولوجيا التصنيع الرقمي؛ حيث تقوم بإضافة طبقات متتالية من المواد لإنشاء كائن مادي ثلاثي الأبعاد انطلاقا من تمثيل هندسي رقمي. بمعنى آخر، تقوم الطابعة ثلاثية الأبعاد بتصنيع الكائن عن طريق إضافة طبقة تلو الأخرى من مادة ما مباشرةً من ملف التصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD). وفي الوقت الحاضر، تُستخدم تكنولوجيا التصنيع التراكمي على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من المجالات في جميع أنحاء العالم. ومن جهة أخرى، تُعد الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية حديثة سريعة التطور، حيث تم استخدامها في قطاعات صناعية كبرى مثل صناعة السيارات والإنتاج المخصص وصناعات الطيران والزراعة وقطاع الرعاية الصحية.

كيف تُحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد تأثيرًا كبيرًا في تطوير خدمات التكنولوجيا المساعدة؟

جعلت الطابعات ثلاثية الأبعاد مؤخرًا الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة متاحة بشكل أكبر من أي وقت مضى، وأصبحت هذه التكنولوجيا ميسورة التكلفة وذات جودة طباعة عالية. حتى أن الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد، قد تمكنوا من استخدام أجهزة مساعدة مطبوعة ثلاثية الأبعاد غير مكلفة وأطراف صناعية مقدمة من شركات وأفراد. ومن أبرز الأمثلة في هذا المجال، إطلاق مشروع من قبل شركة أمريكية تسمى “مختبرات اللا مستحيل”، والتي قدمت أذرعًا صناعية عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد لمبتوري الأطراف في السودان الذي مزقته الحرب. في الواقع، أتاحت هذه الشركة تكنولوجيا الأذرع المطبوعة ثلاثية الأبعاد مجانًا وجعلتها مفتوحة المصدر، على أمل أن تلهم مشاريع أخرى وتساعد أكثر من 50000 شخص فقدوا أطرافهم بسبب النزاعات.

3D Printing

ركزت العديد من المنظمات الأخرى اهتمامها على كيفية جعل التكنولوجيا المساعدة في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة. ونجحت مختبرات (Fab Labs) في إنشاء مجتمعات تشاركية  قابلة للنفاذ تعنى بالأجهزة المساعدة المصنوعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد. حيث يوجد ما يقرب من 1500 مختبر فاب لاب في جميع أنحاء العالم توفر الوصول إلى الطابعات ثلاثية الأبعاد ومواد الطباعة منخفضة التكلفة وتصميمات مفتوحة المصدر ساعدت في تعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة.

تستخدم الطابعات ثلاثية الأبعاد اليوم مجموعة متنوعة من المواد التي أتاحت للمصنعين إنتاج أجهزة موثوقة وخفيفة الوزن. ويتم تخصيص هذه الأجهزة بسهولة وفقًا لاحتياجات المستخدم ورفاهيته فقط عبر نظام التصميم بمساعدة الكمبيوتر  (CAD) مفتوح المصدر. وقد أدى تبني الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى جعل توفير الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة أمرًا سهلاً وسريعًا للغاية، مما يقلل من وقت التعافي ويؤمن نوعية حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك، نذكر جهاز مساعد مصنوع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد يساعد الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل على أداء المهام رغم صعوبة حركة الأيدي لديهم. وتستغرق طباعة هذه الأداة ما يقرب من ساعة ليتم ربطها بعد ذلك بمفتاح المنزل للمساعدة في تقليل قوة القبضة اللازمة لفتح الأبواب.

بالإضافة إلى ذلك، هناك المزيد من التصميمات المطبوعة ثلاثية الأبعاد والتي يمكن أن تساعد الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على التحكم بأيديهم، مثل حامل القلم وحامل الأكواب ومسند الملعقة. وهكذا فإنه من الجلي أن فوائد الطباعة ثلاثية الأبعاد للتكنولوجيا المساعدة لا حدود لها تقريبًا، ونحن نشهد كل يوم المزيد من التطور في مجال التكنولوجيا التراكمية التي ستؤثر بشكل إيجابي على البشرية. وقد جاء إطلاق مختبر مدى فاب لاب في إطار عمل المركز لدعم الابتكار في مجال النفاذ الرقمي لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن في المجتمع من خلال توظيف ودعم أحدث وأهم الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال.

 

 

 

 

Share this