الألعاب القابلة للوصول من مدى ووندر تري
ورقة علمية وصول مفتوح |
متاح بتاريخ:07 مارس, 2021 |
آخر تعديل:07 مارس, 2021
يعمل مركز مدى بالتعاون مع الجهات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة على تحديد احتياجاتهم من حلول التكنولوجيا المساعدة والنفاذ الرقمي باللغة العربية لتحسين الدمج الاجتماعي وشمولية التعليم. وقد قام المركز بدعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال لتعريب وتوطين أجهزة وحلول تكنولوجية باللغة العربية من خلال برنامج مدى للابتكار، وذلك بهدف تحسين النفاذ الرقمي لذوي الإعاقة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
في السنوات الأخيرة، أصبحت الألعاب الرقمية منتشرة بشكل متزايد وذلك بسبب ظهور ألعاب الهاتف المحمول والألعاب التسويقية وزيادة استيعاب الأشخاص من جميع الأعمار لتقنية الواقع المعزز. ولم تعد الألعاب تقتصر على فئة متخصصة من المراهقين والأطفال، فقد أصبح اليوم من الممكن رؤية الألعاب في أوساط متعددة يستخدمها العديد من الجماهير المختلفة. كما لم تعد إمكانية الوصول إلى الألعاب ترفًا، بل أصبحت عنصرًا ضروريًا لإنشاء نظام بيئي رقمي شامل. وتعد الألعاب اليوم جزءًا لا يتجزأ مما يشار إليه بالمحتوى الرقمي، وبالتالي فهي تندرج ضمن نصوص والتزامات اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
إن إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه إمكانية الوصول إلى الألعاب هي الغياب العام للتشريعات في هذا المجال. فعلى عكس الوصول إلى المعلومات ووسائل الإعلام ، لا يوجد تشريع صريح يحدد الحاجة إلى إتاحة الوصول إلى الألعاب للجميع. وحتى في البلدان التي توجد فيها قوانين تنظم ألعاب الفيديو، مثل كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، لا يوجد أي ذكر صريح لإمكانية الوصول للألعاب حتى الآن. ونتيجة لذلك كانت المبادرات الرامية إلى إتاحة الوصول إلى الألعاب تقاد من قبل المصممين والمطورين ذوي الوعي العالي ولم تطرح كمبادرات وطنية.
وعندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي القيود الوظيفية (الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن)، فإن هناك دور إضافي للالعاب وهو استخدامها في بيئة إعادة التأهيل. وفي هذا السياق وبالاشتراك مع خبراء دوليين في مجال الألعاب القابلة للوصول، يبذل مركز مدى جهودًا حثيثة لرفع مستوى الوعي حول كيفية جعل الألعاب أكثر شمولاً للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة. ومن بين هذه الجهود توفير التدريب لمطوري الألعاب حول كيفية تطوير ألعاب رقمية يمكن الوصول إليها بناءً على أفضل الممارسات والمعايير الدولية. كما أصدرالمركز مؤخرًا دليلًا شاملاً تم نشره على موقع مدى حول أفضل الممارسات الدولية في مجال الألعاب القابلة للنفاذ. ويستهدف هذا الدليل مطوري الألعاب وصناع القرار والعاملين في الخطوط الأمامية في بيئات مختلفة حيث يمكنهم استخدام الألعاب بشكل فعال كأداة مناسبة للتكامل الاجتماعي والتعليم وإعادة التأهيل.
وانطلاقاً من دوره كمركز رائد للابتكار في مجال النفاذ الرقمي بالللغة العربية، فقد دعم مركز مدى تعريب مثل هذه الألعاب القابلة للوصول ومن أهمها ألعاب وندر تري (Wonder Tree) في عام 2020. حيث تعد هذه الألعاب إحدى حلول الواقع المعزز التي تشرك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في تطويرهم العلاجي والمعرفي باستخدام مفهوم العلاج بالمرآة عبر مستشعر كينيكت (Kinect) وجهاز كمبيوتر وشاشة تلفزيون. وتستخدم وندر تري الألعاب لإضفاء البهجة على العلاج البدني والمعرفي للأطفال من خلال ألعاب الواقع المعزز التفاعلية الممتعة والقابلة للتطوير، والمتوفرة بأسعار معقولة جدًا على مستوى العالم. وينسجم تعريب هذا الحل المقدم من وندر تري مع السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وخاصة في مجال التعليم وتحقيق المساواة. وخلال جائحة كوفيد 19، عمل مركز مدى مع وندر تري لتحسين إمكانية الوصول إلى منصة الألعاب هذه لتقليل الاعتماد على الحلول المادية وزيادة الأساليب الرقمية لاحتياجات العلاج والتعليم.
على الرغم من جميع الأسباب التي لا تدع مجالاً للشك في أن الألعاب يجب أن تكون في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن شركات الألعاب لم تقتنع بعد بوجود سوق كبير للألعاب التي يمكن الوصول إليها عبر كل من أجهزة التحكم في الجهاز وتصميم الألعاب. وعلى هذا النحو، فإنه يتوجب على صانعي السياسات ومقدمي الخدمات تقديم التمويل والتدخل المباشر لتحفيز سوق الألعاب وجعل الألعاب أكثر قابلية للوصول للأشخاص ذوي الإعاقة. ويشكل دليل مدى لأفضل الممارسات الدولية في مجال الألعاب القابلة للنفاذ مورداً أساسياً لواضعي السياسات والمصممين والمطورين وخبراء إعادة التأهيل والمعلمين والمتخصصين في مجال الألعاب والمستخدمين النهائيين حول كيفية إنشاء نظام بيئي للألعاب القابلة للنفاذ في قطر.