“التعليم الشامل أثناء تفشي فايروس كرونا – مصادر يمكن النفاذ إليها للتعلم عبر الإنترنت أثناء إغلاق المؤسسات التعليمية”

“التعليم الشامل أثناء تفشي فايروس كرونا – مصادر يمكن النفاذ إليها للتعلم عبر الإنترنت أثناء إغلاق المؤسسات التعليمية”

ورقة علمية Online وصول مفتوح | متاح بتاريخ:31 مارس, 2020 | آخر تعديل:23 مارس, 2022

نفاذنفاذ 13

تم اختصار العدوى بفيروس كورونا لعام 2019 باسم “كوفيد-19” (COVID-19) حيث تشير CO إلى “Corona” وVI تعني “Virus”، وتشير D إلى Disease بمعنى المرض وتم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها جائحة ووباء متفشي في مارس 2020. يعتبر هذا المرض جديدًا وهو يؤثر على الجهاز التنفسي عند البشر ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة وأمراض مناعة ذاتية أو من أصحاب المناعة المنخفضة. يعدّ فيروس كورونا شديد العدوى حيث يمكن أن ينتشر بسرعة عبر المجتمعات والدول والحدود وهو يؤثر على السكان على نطاق عالمي. ونظرًا لاكتشاف هذا الفيروس حديثًا، فإن إيجاد لقاح وعلاج له لا يزال قيد التطوير. ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، فإن الإستراتيجية الأكثر فاعلية لمواجهة تأثير هذا الفيروس هي تجنب لمس العين والأنف والفم، وتطبيق الوقاية والنظافة وحماية الجهاز التنفسي، والحفاظ على المسافة بين أفراد المجتمع، والالتزام بالحجر الصحي المجتمعي في المناطق شديدة التأثر. من شأن ذلك أن يساعد على منع تفشي العدوى ويسمح بوقت أمان للتقليل والحدّ من انتشار الفيروس على نطاق أوسع، والتأكد من أنه لم يعد يشكل تهديدًا وبائيًا للإنسان.
في غضون أسابيع، أثر فيروس كوفيد-19 بشكل كبير على جوانب مختلفة من الحياة في كارثة لم يسبق لها مثيل. فلقد أعاق الفيروس جوانب الحياة اليومية الرئيسية كالذهاب للعمل والتعليم في ظل إجراء كافة التدابير الاحترازية المعتمدة في جميع أنحاء العالم. لذا كان على قطاع التعليم أن يتكيف بسرعة مع وضع الطلاب غير القادرين على الالتحاق بالمدارس والفصول بشكل شخصي ومنتظم. ولذلك اعتمدت معظم البلدان مناهج التعلم عن بعد المستندة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتقديم الدورات الدراسية ومواصلة الأنشطة الصفية على نحو منتظم. يضمن هذا النهج استمرارية التعليم بغض النظر عن موقع الطالب وقدراته. تم تصميم العديد من منصات التعلّم عن بعد لتكون شاملة للطلاب ذوي الإعاقة، مما يتيح لهم أن يكونوا حلولاً مثالية لتقديم الأنشطة الصفية. وبعض الأمثلة على منصات التعلم عبر الإنترنت التي يمكن الوصول إليها هي:
الفصل الدراسي الشامل من مايكروسوفت: حيث تقدم مايكروسوفت ميزات متنوعة مدمجة في مجموعة تطبيقات أوفيس تسمح هذه الميزات للطلاب باكتساب مهارات مثل:
القراءة المحسنة: تعمل الميزات المدمجة مثل تمييز النص، وتقسيم الكلمات إلى مقاطع، وقراءة النص بصوت عال، وتوفير المراجع المرئية يساعد على تقليل الازدحام المرئي وتمكين المتعلمين من جميع الأعمار والقدرات من تحسين مهارات القراءة.

الكتابة المعززة: تسمح ميزات مثل الإملاء والقراءة بصوت عالٍ للطلاب سماع كتاباتهم وقراءتها بصوت عالٍ، مما يوفر لهم ملاحظات أساسية لتحرير عملهم وإيصال أفكارهم بوضوح للآخرين.
وقت محسَّن في الفصل الدراسي: تسمح أدوات التعلم بإنشاء محتوى تعليمي مخصص مما يؤدي إلى تحسين مشاركة الطلاب ووقت محسّن في الفصل الدراسي.
القارئ الشامل: يتيح هذا التطبيق للطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم مثل عسر القراءة باستخدام حلول فك ترميز النص والمساعدة في بناء الثقة للقراء الناشئين من خلال ميزات مثل Line Focus وPicture Dictionary.
الفصل الصفي من غوغل Google Classroom: هي خدمة مجانية تقدم للمدارس والمؤسسات غير الربحية والأفراد الذين لديهم حساب غوغل Google شخصي. تم تصميم الخدمة لربط المعلمين والطلاب فعليًا لتمكينهم من تنظيم ومشاركة المحتوى مع بعضهم البعض. يسمح النظام بتبسيط مهام الإنشاء والتوزيع والتصنيف رقميًا. يستخدم Google Classroom مجموعة من حلوله الحالية مثل Google Drive ومحرّر مستندات Google وجداول البيانات والعروض التقديمية لتسهيل أنشطة التعلم التعاوني. ويمكن للمعلمين أيضًا مراقبة التقدم لكل طالب، وبعد تقييمه، يمكن إرجاع الواجبات المرسلة مع التعليقات والملاحظات. بعض الميزات التعليمية الرئيسية التي يدعمها Google Classroom هي:
الواجبات/ التكليفات: يمكن تخزين الواجبات وتقييمها في مجموعة من التطبيقات الإنتاجية في Google التي تسمح بالتعاون بين المعلم والطالب أو بين الطلاب. تتم استضافة الملفات على Drive الخاص بالطالب ثم يتم تقديمها للتقييم. ويمكن للمعلمين اختيار ملف تتم معالجته كقالب حتى يتمكن كل طالب من تصحيح نسخته الخاصة ثم إعادتها مرة أخرى للحصول على تقييم بدلاً من السماح لجميع الطلاب بالمشاهدة، ومن ثم يمكن العمل بشكل تعاوني على نفس المستند.
التقييم: يتوفر للمعلمين خيار مراقبة تقدم كل طالب في تكليفاته حيث يمكنهم إبداء التعليقات وتسجيل الملاحظات. ويمكن للمعلم أن يقوم بتقييم الواجبات التي تم تسليمها وإعادتها بالتعليقات للسماح للطالب بمراجعة التكليف وإعادته مرة أخرى. وبمجرد التقييم، يمكن للمعلمين تصحيح التكليف فقط ما لم يقم المعلم بإعادته مرة أخرى.
التواصل: يمكن للمدرسين نشر الإعلانات في ساحة الفصل والتي يمكن للطلاب التعليق عليها مما يسمح بالتواصل ثنائي الاتجاه بين المعلم والطلاب.
دورة الأرشيف: يتيح Google Classroom للمعلمين أرشفة الدورات التدريبية في نهاية الفصل الدراسي أو السنة. وعند أرشفة الدورة التدريبية، تتم إزالتها من الصفحة الرئيسية ووضعها في منطقة الفصول المؤرشفة لمساعدة المعلمين على إبقاء صفوفهم الحالية منظمة، كما يمكن للمدرسين والطلاب عرضها، ولكن لن يتمكنوا من إجراء أي تغييرات عليها حتى تتم استعادتها من الأرشيف.
تطبيقات الجوال: تطبيقات Google Classroom للجهاز المحمول متاحة لأجهزة أيوس وأندرويد. تتيح التطبيقات للمستخدمين التقاط الصور وإرفاقها بتكليفاتهم ومشاركة الملفات من التطبيقات الأخرى ودعم النفاذ في وضع عدم الاتصال بالنت.
Blackboard: هي بيئة تعليمية افتراضية ونظام إدارة تعلم تم تطويره من قبل بلاك بورد إنك Blackboard Inc. ويمكن تثبيته على خوادم محلية أو استضافته بواسطة Blackboard ASP Solutions وتتمثل أغراضه الرئيسية في إضافة عناصر عبر الإنترنت إلى الدورات التدريبية التي يتم تقديمها وجهًا لوجه تقليديًا وتطوير الدورات عبر الإنترنت تمامًا مع عدد قليل من الاجتماعات أو وجهًا لوجه. فيما يلي بعض العناصر التعاونية بين الطلاب والمعلمين التي تدعمها Blackboard:
الإعلانات: يجوز للأساتذة والمعلمين نشر إعلانات للطلاب لقراءتها. ويمكن العثور عليها ضمن علامة تبويب الإعلان، أو يمكن تظهر عند دخول الطالب إلى Blackboard.
الدردشة: تتيح هذه الوظيفة للطلاب المتصلين بالإنترنت إمكانية الدردشة في الوقت الفعلي مع الطلاب الآخرين في قسم الفصل الدراسي.
المناقشات: تتيح هذه الميزة للطلاب والأساتذة إنشاء سلسلة مناقشة والرد على تلك التي تم إنشاؤها بالفعل.
محتوى الدورة: تتيح هذه الميزة للمعلمين نشر المقالات والواجبات ومقاطع الفيديو وما إلى ذلك.
وحدات التعلم: غالبًا ما تستخدم هذه الميزة في الفصول الدراسية عبر الإنترنت. يسمح للأساتذة بنشر دروس مختلفة للطلاب للوصول إليها.
التقييمات: يسمح للمعلمين بنشر الاختبارات والامتحانات ويسمح للطلاب بالنفاذ إليها عبر الإنترنت
سجل التقديرات: يمكن للمعلمين والأساتذة نشر درجات على Blackboard لعرضها على الطلاب.
مكتبة الوسائط: قد يتم دمج مقاطع الفيديو ومحتوى الوسائط المتعددة الأخرى المتعلقة بالدورة التدريبية في الدورة الدراسية من خلال هذه الميزة.
تقديراً للتحديات التي تواجهها قطاعات التعليم في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قائمة من حلول التعلم عن بعد التي يمكن تنفيذها في حالة إغلاق المدارس. يمكن الوصول إلى هذه القائمة على:
https://en.unesco.org./themes/education-emergencies/coronavirus-school-closures/solutions.

وقد دفعت هذه الأساليب البديلة التعليم لتقديم أمثلة جديدة على الابتكار التعليمي. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه الحكم على كيفية تأثير ردود الفعل على COVID-19 المتعلقة بأنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك دلائل تشير إلى أنه يمكن أن يكون لها تأثير دائم على مسار تعلم الابتكار والرقمنة لأنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تقديم التعليم عن بعد على نطاق كبير من خلال الإنترنت. يُعد هذا الأمر عرضًا مثاليًا لكيفية فعالية نفس التقنيات للطلاب ذوي الإعاقة وزملائهم من غير ذوي الإعاقة في متابعة التعليم الجيد والشامل. وعلى الرغم من كل فوائده، يجب إدراك أنه لا يمكن استبدال بعض العناصر مثل التفاعل وجهاً لوجه والدورات الدراسية التعاونية العملية في الفصول الدراسية التقليدية بأساليب التعلم عن بعد. تساعدنا زيادة الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء العالم إلى جانب التطورات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مواجهة التأثيرات المدمرة للعزلة الاجتماعية التي تسببها أزمة جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، يجب تنفيذ حلول مثل التعلم عن بعد والعمل من المنزل بشكل استراتيجي ليتم اعتمادها بطريقة مستدامة لتكون فعالة على المدى الطويل.
في المنطقة العربية، أطلقت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) منصة على الإنترنت (http://alecso.org/elearning/) تضم عددًا كبيرًا من الموارد التعليمية كمبادرة لدعم المؤسسات التعليمية في 22 دولة عربية ومن خلال رفع مستوى الوعي بأهمية وجود مصدر تعليمي مفتوح.
نهدف في مركز مدى إلى تعزيز الشمول الرقمي وبناء مجتمع قائم على التكنولوجيا يلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن في دولة قطر. وإننا ملتزمون بضمان بيئة تعليمية شاملة للطلاب من ذوي الإعاقة من خلال نشر أفضل الممارسات الدولية في التعليم وتعزيز أحدث التقنيات والابتكارات التي تتيح لهم بيئة مناسبة.

Share this