بناء القدرات والدعوة لتعزيز حقوق الوصول الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة

الملخص  

على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في قطاع التكنولوجيا، لا تزال الجهود المبذولة لضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة محدودة. ويرجع ذلك إلى الفرص المحدودة لبناء القدرات وضعف الوعي بين المهندسين والصناعيين وعرقلة وصول أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة للإسهام في تطوير سياسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واتخاذ القرار.

لعبت المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة المستوحاة من أحكام اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فيما يتعلق بإمكانية النفاذ دورًا محوريًا في تعزيز حق الأشخاص ذوي الإعاقة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة. ومن خلال الاستفادة من نتائج مؤشر تقييم حقوق النفاذ الرقمي (DARE)، أدركت هذه المبادرة الالتزام المتزايد للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بقضايا إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومع ذلك، تُظهر بيانات مؤشر DARE التحديات المتبقية التي واجهتها قدرة المشتريات الحكومية على تقديم الدعم الفعلي لبرامج ومنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة. إن إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا تزال غائبة عن برامج التعليم العالي والتدريب المهني. علاوة على ذلك، لا تزال جهود المناصرة للأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم محدودة في مجال الوصول الرقمي.

تناقش هذه الورقة أكاديمية تعليم حقوق النفاذ الرقمي التابعة للمبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة G3ICT))، ودورها في معالجة قضايا الفجوة الرقمية من خلال تقديم منصة لتطوير التعليم وتعزيز قدرة المناصرة للأشخاص ذوي الإعاقة حول قضايا إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

الكلمات المفتاحية: اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الأشخاص ذوي الإعاقة، منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، إمكانية النفاذ الرقمي، إمكانية النفاذ، الإدماج، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤشر DARE ، أكاديمية DARE ، المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة G3ICT، المناصرة، المنح الدراسية، بناء القدرات، التعليم والتعلم عبر الإنترنت، الشراكة.

مقدمة

يناقش هذا المقال خلفية ودوافع إنشاء أكاديمية G3ICT DARE.حيث ستقدم الفقرات التالية نظرة عامة حول البرامج الرئيسية للأكاديمية التي تهدف إلى المساعدة في تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال النفاذ الرقمي والسياسات والبرامج ذات الصلة.

 الخلفية

تقر اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة [1] بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في النفاذ إلى بيئات مادية أو رقمية أو تكنولوجية. وتتناول العديد من مواد الاتفاقية هذا الحق في العلاقة مع مختلف القطاعات وجوانب الحياة.

وبينما تحدد المادة 9 من الاتفاقية المكونات الأساسية لإمكانية النفاذ كمبدأ أساسي، فإن مواد أخرى من الاتفاقية تسلط الضوء على موقف إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيما يتعلق بالحقوق الأخرى، مثل الوصول إلى العدالة (المادة 13) والعيش المستقل (المادة 19) وحرية التعبير والحصول على المعلومات (مادة 21) والتعليم (مادة 24) والعمل (مادة 27) والمشاركة السياسية (مادة 29)  والوصول إلى المواد والبرامج والتسهيلات الثقافية (مادة 30). وتدرك الاتفاقية أيضًا أنه يجب ضمان حق الأشخاص ذوي الإعاقة في إمكانية النفاذ من خلال آليات تشغيلية تتعلق برصد تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتقييمه. وينبغي أن تأخذ هذه الآليات في الاعتبار مبدأ إمكانية النفاذ لا سيما من خلال جمع البيانات وإلغاء التمييز حسب الإعاقة فضلاً عن تعزيز الجهود الدولية للشراكات المتعددة الأطراف.

لقد تم وضع هذه الترتيبات في الوقت المناسب وذلك نظرًا للتقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال التكنولوجيا ولا سيما النفاذ الرقمي. وقد انعكس هذا التقدم من خلال تطوير الممارسات المعتمدة على التكنولوجيا مثل المدن الذكية والحوكمة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني والتوظيف عن بعد، إلخ.

ومع تحول العالم نحو الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، يظل الأشخاص ذوو الإعاقة متخلفين عن الركب على مستويات عديدة من حيث ضمان حقوقهم التكنولوجية القابلة للنفاذ. لا يزال امتثال الدول الأطراف لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن التكنولوجيا القابلة للنفاذ مقصورًا على مستوى الالتزام، أي نشر التشريعات واللوائح والسياسات ذات الصلة، كما يظهر مؤشر تقييم حقوق النفاذ الرقمي DARE. ووفقًا لهذا المؤشر، لا يزال مستوى قدرة الدول الأطراف على التنفيذ في مجال النفاذ الرقمي متخلفًا. وتظهر هذه المسألة بشكل كبير في مجالات مختلفة مثل إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في صنع القرار حول قضايا النفاذ الرقمي. وهناك مجال آخر مهم إلى حد ما تبدو فيه القدرة على التنفيذ متخلفة وهو دمج مقررات خاصة حول إمكانية النفاذ الرقمي في كل من الدورات التدريبية الأكاديمية والمهنية لعلوم الكمبيوتر والبرمجة وما إلى ذلك.

يعكس هذان المثالان لقدرة التنفيذ من قبل الدول الأطراف الاستبعاد الدائم لأصوات الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى صنع القرار في وضع السياسات الوطنية فيما يتعلق بالتكنولوجيا القابلة للنفاذ. كما يتم طرح الأسئلة عن مدى توفر فرص بناء القدرات لمهنيي التكنولوجيا وبشكل أساسي للأشخاص ذوي الإعاقة المهتمين بالتكنولوجيا. وبينما سيؤدي هذان العاملان بالتأكيد إلى إعاقة فرص الأشخاص ذوي الإعاقة في الاندماج في المنصات والبرامج المعتمدة على التكنولوجيا إلا أنه سيكون لهما أيضًا آثار سلبية على معرفة الأشخاص ذوي الإعاقة وقدرتهم على المناصرة المتعلقة بقضايا إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.

لماذا تم إطلاق أكاديمية DARE؟

استنادًا إلى مهمتها الخاصة بتعزيز تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشأن حقوق النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة وبناء على بيانات هذه الاتفاقية [2] كانت المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة على دراية بمشكلة نقص فرص بناء القدرات وتعزيز جهود المناصرة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال النفاذ الرقمي. وفي 14 يونيو 2021، في الحدث الجانبي الافتراضي خلال [3] الذي عقدته إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية (UNDESA)، أطلقت المبادرة أكاديمية  DARE[4]. واستعدادًا لهذا الإطلاق، تواصلت G3ICT مع المنظمات الدولية الرئيسية للأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك: التحالف الدولي للإعاقة (IDA)، والمنظمة الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة (DPI) والاتحاد العالمي للمكفوفين (WBU) والاتحاد العالمي للصم (WDF) الاتحاد الأوروبي للأشخاص ضعاف السمع، بالإضافة إلى منظمات الإعاقة والتنمية، بما في ذلك CBM Global Disability Inclusion و Leonard Cheshire و Daisy Consortium. وتشكل هذه المنظمات اليوم المجلس الاستشاري لأكاديمية G3ICT DARE.

تهدف أكاديمية G3ICT DARE للمساعدة في سد الفجوة في برامج بناء القدرات والمناصرة في مجال النفاذ الرقمي عبر توفير عدد من الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة. ونظرًا لرسالتها التعليمية، تم تشكيل أكاديمية DARE لتوفير وسائل بناء القدرات للأشخاص ذوي الإعاقة حول قضايا النفاذ الرقمي. وتنعكس هذه الوسائل في المقام الأول من خلال برنامج المنح الدراسية الأكاديمية والدورات عبر الإنترنت. وبهدف ضمان أن تكون المعرفة المكتسبة من خلال برنامج المنح الدراسية مفيدة للمرشحين المحتملين، تسعى الأكاديمية جاهدة لجمع قادة النفاذ الرقمي وأبطال الأشخاص ذوي الإعاقة معًا من خلال حملة المناصرة العالمية والمشاركة بين الأقران لشبكة الخبرة.

منحة أكاديمية DARE

ترعى المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة هذه المنحة المخصصة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة المهتمين والنشطين في مجال النفاذ الرقمي. ومع إعطاء الأولوية للأشخاص ذوي الإعاقة في بلدان الاقتصادات الناشئة والمنتسبين إلى المنظمات التمثيلية للأشخاص ذوي الإعاقة، تتيح هذه المنحة للمرشحين بالوصول المجاني الى الرابطة الدولية لمتخصصي إمكانية الوصول  (IAAP) والشهادة الاحترافية المعتمدة في الكفاءات الأساسية لإمكانية الوصول (CPACC). ويتم تقديم برنامج الشهادات هذا بالشراكة مع جامعة برينستون في الولايات المتحدة. ويضمن الوصول المجاني إلى CPACC الذي تغطيه منحة أكاديمية DARE أن يكون لديك حق الوصول إلى مجموعة المعارف والامتحانات المقررة.

وقد مُنحت المنحة حتى الآن لأربعين مرشحًا تم اختيارهم وفقًا لعملية تقديم صارمة وموافقة أعضاء المجلس الاستشاري للأكاديمية. ويقوم متلقو المنح الدراسية هؤلاء بتنفيذ دورتين وفق إطار زمني مدته سنة واحدة لكل منهما. وبدأت الدورة الأولى في سبتمبر 2021 ، بينما بدأت الدورة الثانية في ديسمبر من نفس العام. ومن المتوقع خلال هذه السنة أن يتمكن كل مستلم من الوصول إلى مجموعة موارد CPACC المعرفية ودراستها وإجراء الاختبار واجتيازه. وعند قبولهم في برنامج المنح الدراسية، يتم منح كل طالب عضوية الرابطة الدولية لمختصي النفاذ  IAAP لمدة عام واحد. وستمكّن هذه العضوية كل طالب من الوصول إلى شبكة واسعة من محترفي إمكانية النفاذ حول العالم والاستفادة من سلسلة ندوات IAAP عبر الإنترنت حول مواضيع وقضايا النفاذ الرقمي المختلفة.

دورة أكاديمية DARE عبر الإنترنت حول أفضل ممارسات النفاذ الرقمي

بالإضافة إلى برنامج المنح الدراسية الخاص بها، تستعد أكاديمية DARE لإطلاق دورة تدريبية عبر الإنترنت تعرض أفضل ممارسات النفاذ الرقمي. وسيتم اختيار أفضل الممارسات المميزة بناءً على سلسلة الردود والبيانات التي تم جمعها من خلال مؤشر G3ICT DARE. وستستضيف هذه الدورة التدريبية عبر الإنترنت خبراء ومهنيين وقادة في مجال إمكانية النفاذ الرقمي والذين سيكونون محاضرين أو رؤساء جلسات في كل جلسة. وسيأخذ تحديد موضوعات الدورة في الاعتبار مجموعة متغيرات مؤشر DARE وسيستفيد من موارد المعرفة الواسعة التي تمتلكها المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة. وسيتم تسجيل جلسات الدورة التدريبية وأرشفتها للمستقبل عند الحاجة إليها على مبدأ الدفع عند الطلب. وفي حين أن هذه الدورة تتطلب تسجيلًا مدفوعًا، سيتم منح طلاب أكاديمية DARE حق الوصول المجاني إلى جلسات الدورة والمواد المؤرشفة.

الشبكة العالمية لأبطال الوصول الرقمي

يشكل خريجو الأكاديمية والمشاركون في البرنامج شبكة عالمية تجمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لهم أدوار قيادية في منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة لا سيما تلك النشطة في مجال النفاذ الرقمي. وتهدف هذه الشبكة إلى خلق مساحة لهؤلاء القادة لتبادل خبراتهم والتمتع بدعم الأقران حول قضايا حقوق النفاذ الرقمي. تعتبرهذه الشبكة منصة مفتوحة للاستفادة من جهود المناصرة لهؤلاء القادة ولتعزيز أصواتهم تجاه حكوماتهم وأصحاب المصلحة الآخرين في النفاذ الرقمي على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية. ويتم منح الحاصلين على منحة الأكاديمية عضوية تلقائية في هذه الشبكة عند تخرجهم.

الخاتمة

نحن نأمل أن تساعد أكاديمية DARE كمبادرة رائدة من قبل المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة أولئك الذين يؤمنون بدور النفاذ الرقمي في تحويل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الإدماج على جميع المستويات. ولذلك تأمل المبادرة العالمية G3iCT أن تصبح هذه الأكاديمية مركزًا للمعرفة وبناء القدرات لدعم أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة كي يتم سماعها بشكل أكبر في منصات النفاذ الرقمي لصنع القرار، وتعزيزالاعتراف بمهارات الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان مشاركتهم وإدماجهم في المجتمع على جميع المستويات.

شكر وتقدير

يشكر مؤلف هذا الورقة قيادة المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة (G3ICT) ، والرابطة الدولية لمتخصصي النفاذ (IAAP) على دعمهم لإطلاق برنامج أكاديمية DARE. كما يشكر موظفي أكاديمية DARE على دعمهم الممتاز لكتابة هذه الورقة.