كوفيد – 19 واتجاهات العمل عن بعد للأشخاص ذوي الإعاقة
ورقة علمية وصول مفتوح | متاح بتاريخ:06 مايو, 2021 | آخر تعديل:28 فبراير, 2022
بالنظر إلى الطريقة التي نعمل ونتعلم من خلالها الآن، وكيف تغيرت أساليب الحياة بشكل جذري، فإن عام 2020 سيظل عالقاً في الأذهان لفترة طويلة باعتباره عام جائحة كوفيد – 19. حيث أُجبر العديد من الناس خلال هذه الجائحة على العمل من المنزل، ولجأ الطلاب في العديد من البلدان إلى التعلم عن بعد. نعم، لقد بقي الملايين من الناس في المنازل وعملوا أو درسوا عن بعد.
كيف سنستمر في التواصل في وقت أصبحت فيه الاجتماعات وجهاً لوجه أمراً مستحيلاً؟ كان الحل عبر العمل عن بعد ومؤتمرات الفيديو عن بعد، وهي تكنولوجيا ازدهرت بسبب هذا الوباء العالمي. العمل عن بعد، المكتب المنزلي، العمل من المنزل، هي بعض المصطلحات المستخدمة في وصف البيئات التي لا يتواجد فيها الأشخاص فعلياً في مكتب صاحب العمل. ويشير هذا المفهوم بشكل أساسي إلى العمل والمهام التي تتضمن الكثير من الأنشطة التي تنفذ عبر الشاشات. وفي العديد من البلدان، أدى تقدم الرقمنة والانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة إلى جعل العمل والتعلم عن بُعد أكثر واقعية.
لطالما كانت القدرة على العمل من المنزل تشكل مطلباً لمجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة. ولطالما كانت تأتيهم الإجابة بلا، لكن هذا قد تغير بالفعل. إن مزايا العمل من المنزل واضحة، وبعضها يتضمن الوصول إلى معدل إنتاجية أعلى وتكاليف أقل ومرونة أكبر. كما أن هذه الظروف القاهرة قد أدت إلى فوائد طويلة الأجل للعديد من العمال والموظفين، وخاصة العمال ذوي الإعاقة.
يعاني مليار شخص، أي 15٪ من سكان العالم، من نوع من أنواع الإعاقة، ويحتاج الكثير منهم إلى العمل عن بُعد. ولكن رحلة العمل هذه قد تكون مرهقة أو غير مجهزة بشكل قابل للنفاذ، كما قد لا تتوفر الحمامات والممرات القابلة للنفاذ في المكتب. وبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة، فقد تسبب بيئة العمل غير المناسبة ضغوطاً جسدية وعقلية مختلفة.
وتوفر أماكن العمل والبيئة المدرسية الرقمية ميزة واضحة تتمثل في خلق المزيد من الفرص المتكافئة لمجتمع متنوع، حيث تتغلب على العقبات التي تسببها المسافات والاتصالات والجداول الزمنية الصارمة والعديد من الصعوبات الأخرى. كما يبدو أنها تشكل الحل الأمثل لجميع قضايا التنوع والشمول التي تواجه مختلف المنظمات منذ سنوات. لقد عانى الأشخاص ذوي الإعاقة بالفعل من التنقل عبر وسائل نقل غير موثوقة في رحل تستغرق وقتاً طويلاً أو ذات تكلفة باهظة الثمن إلى أعمالهم، ويمكن الآن أن يمثل التحول السريع للعمل عن بُعد نقطة تحول ضخمة في الإدماج بالنسبة لهم.
وتعد المرونة أمراً حيوياً للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو ذهنية تجعل من الصعب عليهم العمل في أماكن العمل التقليدية، وينطبق هذا الأمر كذلك على أولئك الذين يقومون برعاية الأطفال الصغار أو المتقدمين في السن. كما يعد تقليل وقت التنقل والجهود المبذولة مفيداً لجميع الموظفين ويمكن أن يكون مفيداً للغاية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية والذين يجدون صعوبة أو تكلفة في التنقل خارج منازلهم. وقد حقق العديد من الطلاب ذوي الإعاقة نتائج إيجابية عندما تحولوا إلى التعلم عن بعد. حيث لا يحتاج الطلاب ذوو القدرات الحركية المحدودة إلى الاهتمام بالتنقل من وإلى المدارس بعد الآن. ويجب ألا يحتاج الطلاب من ذوي الاضطرابات العصبية أو العقلية، وخاصة أولئك الذين يعانون من القلق أو توتر ما بعد الصدمة، إلى تكبد عناء التواصل مع أقرانهم أو التواجد في الأماكن العامة.
إمكانية النفاذ
إن النفاذ الرقمي هو المفتاح الرئيسي لاستدامة أي جهود تبذل لتحقيق التنوع والشمول. وقد أظهر التغيير المفاجئ في عالم العمل والتعلم عن بُعد قيمة إمكانية النفاذ كما لم يحدث من قبل. ولذلك، لا ينبغي أن تكون إمكانية النفاذ في مكان العمل والمدارس، سواء كانت مادية أو افتراضية، مجرد أمر اختياري بل هي ضرورة أساسية. حيث أن ضمان إمكانية النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على الأداء بشكل أفضل مما يوفر بيئة شاملة حقاً.
الحلول التكنولوجية قابلة للنفاذ
تلعب التكنولوجيا دوراً مهماً في الفصول الدراسية الرقمية وبيئة العمل. حيث أصبحت أنظمة مؤتمرات الفيديو وتطبيقات المراسلة الفورية والحوسبة السحابية وما إلى ذلك طرقاً شائعة للتواصل مع الموظفين والطلاب. ولكن هذه الحلول التكنولوجية ليست كلها قابلة للنفاذ من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة، ولهذا السبب يجب أن تحرص المنظمات والمؤسسات المختلفة على امتلاك برامج ومنتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القابلة للنفاذ من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من العمل والتعلم بسلاسة.
الترتيبات التيسيرية المعقولة
يجب على المنظمات توفير بيئة عملة معقولة تلائم مختلف أنواع الإعاقات. فبمجرد انضمام الأشخاص ذوي الإعاقة إلى العمل، يجب توفير التغييرات المطلوبة والمساعدة اللازمة في بيئتهم، والتي ستمكنهم من أداء عملهم بالسلاسة المطلوبة.
وفي الختام، نرى أنه بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة فقد أثبت العمل أو التعلم من المنزل تأثيره الإيجابي، وهو يشكل أيضاً حلاً مثالياً للآباء العاملين أو الأشخاص الذين يتحملون مسؤوليات تقديم الرعاية للآخرين. فمن الطبيعي أن يشكل العمل من مكتب المنزل أفضل بيئات العمل المعقولة للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يمكن للناس تخطيط عملهم أو التحكم بعملية التعلم كما يريدون، وجعل البيئة المحيطة أكثر راحة لهم لتتناسب مع احتياجاتهم المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والرضا.