الذكاء الاصطناعي والفن والشمول: منظور
ورقة علمية وصول مفتوح | متاح بتاريخ:20 يناير, 2020 | آخر تعديل:12 فبراير, 2020
لا شك أننا لاحظنا جميعًا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتولى ببطء المهام التي كان يقوم بها البشر في السابق. فلقد تم بالفعل أتمتة العديد من العمليات المتكررة والبسيطة على نحوٍ كامل، في غضون ذلك، يستمر البشر في التفوق عندما يتعلق الأمر بالتجريد والإبداع. ومع ذلك، يبدو أنه حتى عندما يتعلق الأمر بالإبداع، فإننا نواجه تحديات خاصة بنا. ففي الوقت الحاضر، يتولى الذكاء الاصطناعي دور الفنانين في إنتاج قطع فنية فريدة وواقعية للغاية.
في ندوة نظمتها جامعة حمد بن خليفة، تم طرح سؤال حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا حقًا على صنع الفن؟ تم تنظيم هذا الحدث من قبل كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة ومعهد الترجمة التحريرية والشفوية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. استضاف هذا الحدث، الذي تضمن جلستي نقاش، متحدثين رئيسيين من “مطافئ – مقر الفنانين” ومركز مدى في قطر. سلطت الجلسة النقاشية الثانية، على وجه الخصوص، الضوء على كيفية أن يغير الذكاء الاصطناعي من تجربة الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم في الفن. وتناولت حلقة النقاش دراسات حالة لتوضيح كيف يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتكوين تجربتهم وتصورهم لأشكال الفن المعاصر. وبالتالي، فإن تحديد التحديات والفرص يمكن أن يفرضها الذكاء الاصطناعي على تصور الفن والمشاركة فيه.
عندما يتعلق الأمر بتطوير الذكاء الاصطناعي في مجالات الشمولية والتكنولوجيا المساعدة وإمكانية الوصول، فإن الاحتمالات لا حصر لها. تم القيام بالعديد من المحاولات في مجال البحث فيما يتعلق بنشر الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة الفن للأشخاص ذوي الإعاقة. حول معرض متحف ديل برادو، في مدريد، الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد إلى تمثيلات ثلاثية الأبعاد عن طريق إدراك شكلها باللمس. وقد أتاح ذلك للمكفوفين وضعاف البصر معرفة هذه القطع الفنية والتمتع بها. قام مركز مدى بعرض طباعة ثلاثية الأبعاد حية لقطعة فنية من متحف الفن الإسلامي في قطر في كيتكوم QITCOM 2019، لتسليط الضوء على إمكانيات أحدث التقنيات تطورًا في توفير تجربة فنية شاملة. بالإضافة إلى ذلك، يعد الوصف الصوتي الآلي أداة أخرى لدعم تجربة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمتاحف التي يمكن استكشافها في أماكن أخرى غير دور السينما.
وفيما يتعلق بدعم تجربة الصور الفنية لذوي الإعاقة السمعية، عملت جامعات الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا على اختراع سترة متطورة يمكن ارتداؤها بحيث تتيح للصم وضعاف السمع الاستمتاع بتجربة موسيقية غامرة تمامًا. ومن خلال ارتداء هذه السترة، يمكن للصم أن يشعروا بما حولهم ويتمتعوا بنغمات الموسيقى. ولقد سجلت التجارب التي أجريت على المشاركين الصم معدلات رضًا عالية.
واختتم هذا النقاش الثري مع المتحدثين بتقديم وجهات نظرهم حول شكل ومسار مستقبل مساهمة الذكاء الاصطناعي في تطوير الفن والمشاركة فيه. ولا يزال الباحثون والفنانون وقطاع الأعمال ورجال الأعمال والعاملون في وسائل الإعلام يسعون بشكل متزايد إلى البحث في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مرئي، مثل الإعلانات، ومنتجات أخرى كالتصاميم واللوحات. إن لهذه التقنيات القدرة على جعل مهام التصميم المعقدة في غالب الأحيان أكثر بساطة دون المساس بالضرورة بعناصر الجمال والجودة. ومع ذلك، سيعيد التقدم في الذكاء الاصطناعي تعريف كيفية فهم مجتمع أكثر شمولًا لما قد يشكله الفن. تؤدي مثل هذه الحوارات البناءة حتماً إلى مزيد من المناقشات بشأن ملكية المنتج النهائي وأخلاقيات الثقة بالآلات لتطوير المحتوى الفني. يوفر الذكاء الاصطناعي كل من التحديات والفرص المتاحة لتطوير الفن وتقديره وإمكانية الوصول إليه، ومما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل الذي يجب أن علينا استثماره لتحسين تجربة وضوح النطق والتعبير والتواصل بطريقة فنية مبتكرة والأهم من ذلك دعم الشمولية التي تضمن استفادة الجميع من ذلك.