الثورة الصناعية الرابعة – إنترنت الأشياء للأشخاص ذوي الإعاقة
ورقة علمية وصول مفتوح | متاح بتاريخ:25 أغسطس, 2019 | آخر تعديل:24 مارس, 2022
يعمل مركز مدى مع مختلف شركائه ومبتكريه لتطوير نظام بيئي يدعم ابتكار الحلول التكنولوجية التي تعزز النفاذ الرقمي للأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن. ويتوافق هذا التوجه مع أهداف الثورة الصناعية الرابعة التي تهدف لتغيير نمط الحياة والعمل وسهولة الاستخدام بشكل أساسي، وسوف يعني تنفيذها إحداث تغيير جذري في الأدوات الحالية وإطار المعلومات والعمليات التجارية برمتها.
يشهد مجال الصناعة أحدث حلول التكنولوجيا المتطورة والأتمتة ونقل البيانات والتي تظهر واضحة في حقل تقنيات التصنيع. ويشمل هذا النظام السيبراني المادي، إنترنت الأشياء (IoT)، تحليل البيانات، أنظمة الحوسبة السحابية، الحوسبة المعرفية، الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي (AI).
لطالما عرف إنترنت الأشياء (IoT) بخصائصه لفريدة، وقدرته على تمكين الخدمات المتقدمة من خلال الربط بين الأشياء المادية وتلك الافتراضية بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القائمة والمتطورة والقابلة للتشغيل البيني. ومع ذلك، ليس هناك من ينكر أن أهمية تكنولوجيا إنترنت الأشياء هي أنه لا يركز فقط على التكنولوجيا المتطورة بل حول كيفية تأثيرها على حياة المستخدمين بغض النظر عن مستوى قدراتهم.
مع استمرار إنترنت الأشياء في النمو من خلال ازدياد قبول المستهلك له، فإنه بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة تقدم أكثر بكثير من مما تقدمه مكوناته منفصلة. ويكمن قدر كبير من أهمية إنترنت الأشياء للأشخاص ذوي الإعاقة في اتصاله الدائم بالإنترنت في الوقت الحقيقي، والذي يمكن أن يضمن حصول الناس بسرعة وسهولة على المساعدة والدعم. على الرغم من أن الفوائد المحتملة للأشياء المتصلة بالإنترنت لا حدود لها، فإن تطبيقات إنترنت الأشياء العملية للأشخاص ذوي القيود الوظيفية تتضمن:
– التنقل: تم تطوير السيارة ذاتية القيادة والتي تتمتع بآلاف أجهزة الاستشعار المختلفة التي ترصد ما حولها ملايين المرات في رحلة قصيرة فقط. وسوف توفر هذه السيارة مستوى لا يصدق من استقلالية التنقل لم يسبق له مثيل للأشخاص ذوي الإعاقة.
– أتمتة المنزل: يقوم نظام أتمتة المنزل اللاسلكي الذي يستخدم إنترنت الأشياء بإنشاء نظام يقوم باستخدام أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة لإنشاء اتصال حيوي بالوظائف والميزات المنزلية تلقائيًا عبر الإنترنت من أي مكان في العالم. وتتيح هذه المنازل الآلية للمتقدمين في السن والأشخاص ذوي القيود الوظيفية إمكانية التحكم في الوحدات المنزلية عن طريق الأوامر الصوتية أو بلمسة واحدة وبسهولة كبيرة.
– المتابعة الصحية: تستخدم أجهزة إنترنت الأشياء لرصد مئات الأشخاص في قطاع الرعاية الصحية. إن الهدف من ذلك هو تجميع ملايين نقاط البيانات المختلفة التي تمكننا من تشخيص المرض وعلاجه. ولا يقتصر استخدام طريقة جمع البيانات هذه على أولئك الذين يعانون من أمراض يتوفر لها علاج، بل تدعم هذه الطريقة مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة عبر أجهزة استشعار في الأطراف الاصطناعية والتي يمكن أن تتعرف على كيفية استخدامهم لهذه الأطراف وتطوير نماذج مبتكرة تلبي احتياجاتهم نحو الأفضل. ويمكن أن تحدد هذه التكنولوجيا أيضًا كيف يتحرك الناس في منازلهم والعوامل التي يمكن تغييرها لجعل الأمر أكثر راحة.
– الاتصالات: يشجع إنترنت الأشياء على ربط الأجهزة المختلفة. ولهذا السبب، يمكن لكافة الأجهزة أن تبقى على اتصال دائم ببعضها البعض، وبالتالي فإن الشفافية الكاملة متوفرة مع كفاءة أكبر من حيث الأداء وجودة استثنائية.
تمكن أجهزة وخدمات إنترنت الأشياء الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة بشكل كامل ومستقل في الحياة اليومية من خلال التغلب على بعض الاحتياجات المتنوعة للعوامل البشرية أو أماكن السكن. ورغم المزايا المحتملة لأجهزة إنترنت الأشياء ودعمها للأشخاص ذوي القيود الوظيفية،يبقى هناك مخاطر اختراق الخصوصية من خلال جمع واستخدام وتوزيع بيانات المستخدم.
يسعى مركز مدى لإطلاق إمكانات الأشخاص ذوي القيود الوظيفية (الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن) من خلال تمكين قدرات ومنصات نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي هذا السياق، يعمل مدى على الترويج للنظام البيئي لإنترنت الأشياء من الأجهزة والأنظمة ذات الصلة عبر توفير المركز لمنصة رائدة للابتكار لديها القدرة على مواجهة العديد من التحديات في المنطقة العربية جنباً إلى جنب مع تحفيز النمو الاقتصادي.