الغرفة الزرقاء – كيف يمكن للبيئات الافتراضية تعزيز تجربة المستخدم للأشخاص المصابين بالتوحّد
ورقة علمية وصول مفتوح | متاح بتاريخ:20 يناير, 2020 | آخر تعديل:12 فبراير, 2020
وفقًا لمنظمة “التوحّد يتحدث ،Autism Speaks وهي منظمة
يشير إلى مجموعة )ASD( “اضطراب التوحّد أو اضطراب طيف التوحد واسعة من الحالات التي تتميز بالتحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي”.
عرضًا افتراضيًا Blue Room تعرض هذه الصور من الغرفة الزرقاء لسيناريوهات ركوب الحافلة ودخول السوبرماركت لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد على تحسين رحلاتهم في الحياة الحقيقية. Third Eye NeuroTech and Newcastle University; https:// : المصدر www.eurekalert.org/multimedia/pub/192948.php
بالإضافة إلى التأثير على تعلّم الطفل ونموه ومهاراته الاجتماعية والتواصلية، يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحّد أيضًا من مخاوف أو رُهاب يمكن أن يكون محزنًا للغاية ولكن يتم تجاهله في أغلب الأحيان. ويمثل ذلك تحديًا بارزًا بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد عند القيام برحلات أو أنشطة يمكن أن تعود عليهم بالعديد من المضايقات؛ مثل السفر الجوي أو حضور حدث رياضي في ملعب كبير، وكلًّ من ذلك يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير للغاية على حالتهم وأحاسيسهم. وهذا ينطبق أيضًا على البالغين ممن يعانون من الإصابة بطيف التوحد.
لتحسين قدرة كل من الأطفال )VR( وهنا تأتي إمكانية الواقع الافتراضي والبالغين الذين يعانون من التوحد على التنقل في مواقف الحياة الحقيقية التي قد تبدو مؤلمة بالنسبة لهم وذلك من خلال إنشاء هذه البيئات الافتراضية، بحيث يمكن للأشخاص ذوي التوحّد التنقل بعناية واستكشاف الإعدادات بطريقة خاضعة للتحكّم وخالية من العوامل والمحرضات التي تسبب لهم الخوف.
وقد تم تطوير مثال على ذلك في جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، حيث تعاون المتخصصون في الجامعة مع شركة تكنولوجيا لإنشاء ما يسمى “الغرفة الزرقاء”، والتي توفر للأشخاص المصابين بالتوحد بيئة خاصة بهم بزاوية 360 درجة تحاكي الواقع بحيث تتضمن عنصر الخوف الذي قد يضعف الشخص المصاب بالتوحد في الحياة الحقيقية.
وضمن هذه البيئة الافتراضية التي لا تتطلب نظارات واقية من الإبهار، يمكن للمستخدم البحث بسهولة عن العديد من السيناريوهات التي تعمل مع وجود معالج باستخدام تقنية التحكم من خلال الآيباد على أن يتم الإبقاء على سيطرة كاملة على الموقف.
عند دخول الغرفة الزرقاء، يبدأ المستخدم المصاب بالتوحد تجربةً افتراضيةً تحت مراقبة وإشراف طبيب نفساني، حيث يكونان معًا في غرفة صغيرة مؤلفة من أربعة جدران تحتوي على رسوم متحركة تتضمن واقعًا افتراضيًّا وتكون مسقطة على جدران الغرفة. وبمجرد بدء إسقاط الرسوم، يتم عرض الصور الافتراضية ومحتواها من خلال إعداد تفاعلي بزاوية 360 درجة دون الحاجة إلى نظارات، وهي أمرٌ لا يرغب معظم الأطفال المصابين بالتوحد القيام به. يقوم علماء النفس لاحقًا بتوجيه الأشخاص المصابين بالتوحد من خلال استخدام جهاز الآيباد الذي يتحكم في تجربة الواقع الافتراضي على الشاشة. وعلى وجه التحديد، يتم تعريض المستخدم المصاب بالتوحد لتجارب مؤثرة بينما يتم وضع تجارب مواجهة مختلفة، مثل تمارين التنفس.
تتم مراقبة هذه التجربة بأكملها من قِبل أولياء الأمور وغيرهم من الشبكة الاجتماعية الأوسع المعنية بالموضوع بهدف رصد ومعرفة أي نوع من استراتيجيات المواجهة أو التعامل تكون ناجحة وأيّها لا. ثم يتم بعد ذلك ضبط التجربة والتحكم بها من حيث التعقيد والضوضاء بحيث تصبح عمليات المحاكاة أكثر واقعية مع تضمين الموضوع المزيد من الثقة، حتى تطابق المحاكاة سيناريو واقع الحياة.
Blue Room لقد كانت الدراسات السريرية الأولية في الغرفة الزرقاء إيجابية للغاية، كما أن هناك دراسات أوسع على وشك التنفيذ. تم اعتماد هذه المبادرة الرائدة لتكون معيارًا وقاعدة سلوك في المستقبل لأنها تمكن الأشخاص المصابين بالتوحد من تعلم كيفية إدارة مخاوفهم في بيئة حقيقية، مع العلم أن تخيل السيناريوهات الصعبة قد يكون أمرًا معقّدًا للغاية