تطوير تطبيق لتشخيص مرضى الحبسة الكلامية للغة العربية

تطوير تطبيق لتشخيص مرضى الحبسة الكلامية للغة العربية

ورقة علمية Online وصول مفتوح | متاح بتاريخ:05 أكتوبر, 2020 | آخر تعديل:05 أكتوبر, 2020

نفاذنفاذ 14

Developing an Application for the Diagnosis of Aphasia in Arabicقام باحثون في جامعة قطر في مجال اللغة الإنجليزي واللسانيات بإشراف الدكتور طارق خويله بتطوير اختبار تشخيصي للمرضى الذين يعانون من الحبسة الكلامية “الأفازيا” (aphasia) التي تنتج عن الإصابة بالسكتة الدماغية. وقد تم تنفيذ هذا المشروع ليكون البادرة الأولى من نوعها في قطر والعالم العربي لتخدم القطاع الصحي في قطر والمرضى العرب وبالأخص المتحدثين باللهجة الخليجية المصابين بالحبسة الكلامية والتي تفسر بعدم القدرة على النطق واستيعاب الكلام نتيجة لإصابة في مراكز معالجة اللغة في الدماغ، حيث أنه يتم الاعتماد لتشخيص مثل هذه الحالات على اختبارات تشخيصية مترجمة من اللغة الإنجليزية لدراستها والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات اللغوية والثقافية الموجودة في اللغة العربية لدى هؤلاء المرضى. وقد لا تكون هذه التشخيصات دقيقة بما فيه الكفاية مما يصعب على الأطباء إيجاد حلول مناسبة لمعالجة المرضى.

يأتي هذا المشروع استجابةً لتطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 في القطاع الصحي، حيث تعتبر الصحة من أهم جوانب التنمية البشرية في الاستراتيجيات الموضوعة باعتبار أن لسكان قطر الحق في تأمين مستوىً معيشي مرتفع في المستقبل. والعمل على التقدم في هذا القطاع وتطويره يسهم في إنجاح رؤية قطر الوطنية وتحقيقها؛ لما له من الأثر على جودة حياة السكان في قطر وإنتاجيتهم في المجتمع. إن وجود عنصر الصحة وتوافر نظام صحي متكامل من شأنه أن يشارك في تطور دولة قطر وتقدمها في كافة المجالات. ولاهتمام دولة قطر في هذا المجال بالتحديد فإنها تساهم في الاستثمار في مشاريع تضمن عملها في إنجاح القطاع الصحي في إطار الرؤية المستقبلية للدولة.

يهدف البحث إلى تطوير قاعدة بيانات تقوم بالتركيز على المؤثرات اللغوية السمعية والبصرية باللغة العربية وبالتحديد اللهجة الخليجية لخدمة المرضى المتحدثين للهجة الخليجية ممن يعانون من الحبسة الكلامية والمتأثرين بأعراض السكتة الدماغية. كما أن هذا الفحص التشخيصي مطور بقابلية تغييره لدراسة مختلف اللهجات العربية ومراعاة اختلاف الخصائص اللغوية والثقافية في كل منها.

يقوم هذا الفحص التشخيصي باللغة العربية لمرضى الحبسة الكلامية بمساعدة أطباء الأعصاب والمختصين بمعالجة النطق والسمع في تحديد المشاكل التي تصيب المريض بعد تأثره بالجلطة الدماغية وتقييم مدى قدرة المريض اللغوية على النطق والاستيعاب عبر تحديدهم مناطق الضعف في دماغ المصاب بالحبسة الكلامية. وتشمل هذه الاختبارات فحصًا لمخارج الأصوات وفحوصًا أخرى تركز على كيفية نطق الكلمات البسيطة بأنواعها وغيرها المعقدة، كما أن هناك فحوصات تدرس التراكيب اللغوية والجمل بأنواعها. وهذه الفحوصات تشخص قدرة المريض الصرفية والاشتقاقية والنحوية. بعد التحقيق في حالة المريض واجراء الفحوصات كافة، يتم تحويل هذه النتائج إلى أرقام بحيث تُستخدم أدوات إحصائية معينة ليسهل تحليل هذه النتائج فتمسى بذلك “نتائج رقمية”، ومن ثم تتحول هذه الأرقام مرة أخرى إلى استنتاجات نوعية تصف بذلك حالة المريض واصابته. وبمساعدة هذه الاستنتاجات يتمكن الأخصائي المسؤول من تطوير علاج يتماشى مع حالة المريض ورسم خطة علاجية متكاملة خاصة بالمريض، إذ أنها تختلف من مريض لآخر على حسب حدة الأعراض ومدى تأثره بها نتيجة لإصابته بالسكتة الدماغية وبالأخص الحبسة الكلامية. ففي الوقت الحالي لا يوجد فحوصات تتوافر فيها أدوات تشخيصية كافية تخدم عملية التشخيص الدقيق للمريض المصاب بالحبسة الكلامية والمتحدث باللغة العربية. فما يستخدمه الأخصائيون الآن ليس إلا فحوصات مترجمة من اللغة الإنجليزية والفرنسية والتي تعتبر عائقاً في تحديد الإصابة بشكل دقيق وكافي، لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار خلفية المريض اللغوية والثقافية. ولهذا يكون هؤلاء المختصون والمرضى بحاجة ماسة لمثل هذا الفحص المطور ليخدمهم في استنتاج المشكلة بالشكل المثالي والمطلوب حتى لا تقع هناك تشخيصات خاطئة من شأنها أن تزيد من حدة الأعراض وتودي إلى استمرار صعوبات النطق وعدم معالجتها.

هدف هذا المشروع هو تطبيق الفحص التشخيصي باللغة العربية للمصابين بالحبسة الكلامية في عيادات الأعصاب والنطق في مستشفيات المنطقة، بداية من مستشفى حمد الطبي إلى كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً المستشفيات الغربية خارج العالم العربي التي تستقبل المرضى العرب. سيتمثل هذا التحليل التشخيصي بتطبيق برمجي يسهل على الأطباء والمختصين استخدامه في المستشفيات والعيادات. ومن ناحية أخرى، يطمح هذا المشروع لوضع بصمة أولى في مجال العلوم الطبية المساندة لتطوير مثل هذه الفحوص وقواعد بيانات حتى تستخدم في مجال الأبحاث اللغوية باعتبارها محدودة في العالم العربي. ونأمل أن يسهم هذا المشروع في تطوير علاج السمع والنطق للمرضى المصابين بالحبسة الكلامية سعياً لتطوير القطاع الصحي لدولة قطر وتحقيق رؤيتها الوطنية 2030. ومن شأن هذا أن يرسم مسار إيجابي وأمل كبير لمرضى السكتة الدماغية المصابين بالحبسة الكلامية تفادياً للتشخيصات الخاطئة والتي لا تعتمد على الدقة والوضوح لوصف حالة المريض. ويعتبر هذا المشروع قيد التجربة، حيث أنه يتم تطبيقه على عدد من المرضى المصابين بالحبسة الكلامية لإثبات صحة ودقة التحليل التشخيصي الحالي، ويتم العمل على إنهائه للقيام بنشره خلال شهر أغسطس القادم.

 

Share this